top of page

ما هو الصرع؟

ما هو الصرع؟

الصرع اضطراب مزمن يسبب نوبات متكررة من فقدان الوعي أو اختلال الحركة أو كليهما. ويسبب النوبةَ اختلالٌ مفاجئ للنشاط الكهربائي في الدماغ.

هناك نوعان رئيسيان من النوبات، نوبات شاملة تعم كل الدماغ ونوبات جزئية تخرج من بؤرة محددة. وتؤثر النوبات البؤرية أو النوبات

الجزئية على جزء واحد فقط من الدماغ.

وقد يكون أحيانا من الصعب التعرف على النوبة إذا كانت خفيفة. ويمكن أن تستمر النوبة لبضع ثوانٍ قليلة يفقد الشخص خلالها الوعي سواء شعر بهذا الفقدان أو ربما لم يشعر.

وقد تسبب النوبات الأقوى تشنجات عامة وتشنجات عضلية لا يمكن السيطرة عليها، ويمكن أن تستمر بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق. وخلال نوبة القوية، قد يحصل اختلال أو فقدان كامل في الوعي. وبعد الإفاقة من النوبة لا يتمكن الشخص من تذكر ما حصل فيها وقد لا يكون لدى الشخص قدرة على تذكر حصول النوبة بالأصل.

هناك العديد من الأسباب التي قد تسبب نوبة الصرع. وتشمل:

ارتفاع درجة الحرارة والإصابات البكتيرية والفيروسية

إصابات الرأس

انخفاض سكر الدم الشديد

عرض انسحابي للكحول

اختلالات بعض الأملاح

وقد يكون هناك استعداد وراثي للصرع وغير ذلك من الأسباب

ويعد الصرع اضطرابا عصبيا شائعا يصيب تقريبا 300 - 500 ألف شخص في المملكة العربية السعودية ويصيب ما يقارب 65 مليون شخص حول العالم.

ويمكن لأي شخص أن يصاب بالصرع، واحتمالية حدوث نوبة واحدة فقط أمر شائع جدا قد يصل إلى نسبة احتمالية 10% للشخص على مدى حياته ولكن لا يعد صرعا ما لم تتكرر النوبات أكثر من مرة وهذا أقل احتمالية نسبيا ولا تزيد الإصابة بالصرع والذي تتكرر فيه النوبات عن 1.5% تقريبا من المجتمع. ويعد الصرع أكثر شيوعًا عند الأطفال الصغار وكبار السن ولكنه قد يصيب أي شخص في كل الأعمار. وتزيد نسبة حدوثه بشكل طفيف في الذكور أكثر من الإناث.

يمكن التحكم الكامل بالصرع باستخدام الأدوية وغيرها من الاستراتيجيات في ما لا يقل عن 75% من المرضى المصابين به ويتمكن الأطباء من التحكم الجزئي بالنسبة الباقية من المصابين.

ما هي أعراض الصرع؟

العرض الرئيسي للصرع هو نوبات فقدان الوعي المصاحبة للتشنجات. وتختلف الأعراض من شخص لآخر ووفقًا لنوع الصرع.

النوبات الجزئية (البؤرية)

لا تشمل النوبة الجزئية البسيطة فقدانا للوعي. وربما تشمل الأعراض ما يلي:

اختلال في حاسة الذوق أو الشم أو البصر أو السمع أو اللمس

دوخة أو دوار

تنمل في الأطراف

النوبات الجزئية التي يصاحبها فقدان في الوعي تسمى نوبة جزئية مركبة بينما تسمى النوبة الجزئية التي لا يصاحبها فقدان في الوعي نوبة جزئية بسيطة. وقد تشمل الأعراض الأخرى عند فقدان الوعي ما يلي:

التحديق بلا هدف حتى ولو لم يحصل سقوط على الأرض ورجفان وتشنج في العضلات

فقدان للتجاوب

أداء لحركات معينة بشكل متكرر نمطي غريب

قد تتحول النوبات البؤرية أحيانا إلى نوبات شاملة

وتشمل النوبات الشاملة الدماغ كله. وهناك ستة أنواع منها:

  • نوبات التغييب Absence seizures ، والتي كانت تُسمى في الماضي "نوبات الصرع الصغيرة" ، يستمر فيها المصاب بالصرع فاتحا عينيه محدقا بعينيه وكأنه ينظر إلى شيء بعيد بلا هدف مع عدم تجاوب منه وفقدان للوعي بلا سقوط. وقد يتسبب هذا النوع من النوبات أيضًا في حدوث حركات متكررة مثل مص الشفتين وتحريكهما أو الرمش المتكرر بالعينين. ويصاحب ذلك بالتأكيد فقدان قصير للوعي.

  • نوبات ارتفاع التوتر العضلي Tonic seizures والتي تظهر بتصلب في العضلات.

  • نوبات فقدان التوتر العضلي Atonic seizures والتي تؤدي إلى فقدان السيطرة على العضلات ويمكن أن تجعل المصاب يسقط فجأة.

  • النوبات الاهتزازية Clonic seizures وتسمى أحيانا النوبات الرمعية وتتميز بحركات عضلية سريعة متكررة متقطعة في الوجه والرقبة والذراعين.

  • النوبات الارتعادية العضلية Myoclonic seizures وتسمى أحيانا بالرمع العضلي وتسبب ارتعاشًا تلقائيًا سريعًا في الذراعين والساقين.

  • وتعتبر النوبات الارتجاجية الارتعادية العامة Generalized tonic-clonic seizures أشهر أنواع التشنجات وكانت تسمى سابقا "نوبات الصرع الكبرى". وتشمل أعراضها ما يلي:

  1. تصلب الجسم

  2. ارتجاج وارتعاد متكرر

  3. فقدان التحكم بالمثانة أو الأمعاء

  4. عض اللسان

  5. فقدان الوعي

  6. بعد نوبة الصرع، قد لا يتذكر الشخص النوبة، أو قد يشعر بوهن لبضع ساعات.

ما هي مثيرات نوبة صرع؟

لا نتحدث هنا عن أساب الصرع ولكننا نتحدث عن المثيرات التي قد تثير نوبة الصرع عند المصابين فيه أو من لديهم الاستعداد للإصابة به. فقد يكون بعض الناس قادرين على تحديد الأشياء أو المواقف التي يمكن أن تثير النوبات لديهم مما يسهل عليهم تجنبها ليخفف عند ذلك تكرار النوبات.

المثيرات الأكثر شيوعًا هي:

قلة النوم

المرض أو الحمى وارتفاع الحرارة

التوتر العصبى

الأضواء الساطعة أو الأضواء الوامضة

ليس سهلا دائما تحديد المثيرات عند شخص ما. فلا يعني حصول نوبة واحدة أنها حصلت بسبب مثير معين. فغالبًا ما يكون السبب الذي أثار النوبة مزيجًا من العوامل التي تؤدي إلى حدوثها وأحيانا قد تأتي بلا مثير أصلا. كما أن المثيرات التي قد تثير النوبة عند شخص ما قد لا تيرها عند شخص آخر.

والطريقة الجيدة للعثور على المثيرات الخاصة بك هي كتابة أحداث اليوم بعد النوبة في مذكرة خاصة نسميها سجل نوبات الصرع. فبعد كل نوبة، لاحظ وسجل ما يلي:

اليوم والوقت

ما النشاط الذي شاركت فيه

ما الذي يحدث من حولك

مشاهد غير عادية أو روائح أو أصوات

ضغوط غير عادية

ما الذي كنت تأكله أو المدة التي قضيتها منذ أن أكلت

مستواك من التعب وكيف كان نومك في الليلة السابقة

يمكنك أيضًا استخدام سجل نوبات الصرع الخاصة بك لتحديد ما إذا كانت أدويتك تعمل بشكل جيد أم لا. سجل كيف شعرت قبل وبعد النوبة مباشرة، وسجل أي آثار جانبية للنوبة أو للدواء.

أحضر سجل نوبات الصرع معك حين تزور الطبيب. فقد يكون ذلك مفيدًا في تعديل أدويتك أو استكشاف علاجات أخرى.

هل الصرع وراثي؟

حتى الآن تم اكتشاف ما يصل إلى 500 جين قد يكون له علاقة بالصرع. فعلم الوراثة اليوم قد يتمكن من إعطائنا وصفا "للقابلية لاكتساب الصرع". فإذا كنت مثلا قد ورثت "قابلية عالية لاكتساب الصرع " في جيناتك المختلفة، فأنت أكثر عرضة لحصول النوبة لديك عند حدوث المثيرات. وحين تكون "قابليتك الجينية" أقل فستكون أقل عرضة للنوبات حتى لو حصلت لديك نفس المثيرات.

والصرع في بعض الأحيان يكون وراثيا يتناقل في العائلة. ومع ذلك، فإن احتمالية وراثة المرض منخفضة إلى حد ما. فمعظم الآباء والأمهات المصابين بالصرع ليس لديهم أطفال مصابون بالصرع.

وبشكل عام، فإن احتمالية الإصابة بالصرع بشكل عام في سن 20 هي حوالي 1%، أو 1 من كل 100 شخص. وإذا كان لديك أحد الوالدين مصاب بالصرع بسبب سبب وراثي، ترتفع نسبة الاحتمالية ما بين 2 إلى 5 في المائة فقط.

أما إذا كان أحد والديك يعاني من الصرع بسبب مكتسب، مثل السكتة الدماغية أو إصابة الدماغ بعد حادث مثلا، فإنه لا يؤثر ذلك ولا يرفع فرص الإصابة بالصرع لديك.

بعض الحالات النادرة، مثل التصلب الحدبي tuberous sclerosis و مرض الورم العصبي الليفي neurofibromatosis ، يمكن أن تسبب الصرع. ويمكن أن تنتقل في العائلة بشكل وراثي ملحوظ.

لا يؤثر الصرع على قدرتك على إنجاب الأطفال. ولكن بعض أدوية الصرع يمكن أن توثر سلبيا على الإخصاب بالنسبة للرجل أو المرأة. ويكون ذلك غالبا بشكل طفيف. وقد تؤثر بعض الأدوية على الجنين الذي لم يولد بعد لترفع احتمالية الإصابة بالتشوهات الجنينية بشكل طفيف في أغلب الأحيان ولذلك فإن الطبيب يحاول في الغالب اختيار أنسب الأدوية للمرأة الحامل.

إذا كنت مصابًا بالصرع وتشعر بالقلق بشأن تكوين عائلة، ففكر في ترتيب استشارة مع طبيب متخصص في الصرع أو مع استشاري في الجينات.

ما هي أسباب الصرع؟

في كل 6 من أصل 10 من الأشخاص المصابين بالصرع، لا يمكن للطبب تحديد سبب الصرع لديهم. وهناك مجموعة متنوعة من الأسباب يمكن أن تؤدي إلى الصرع.

تشمل الأسباب المحتملة ما يلي:

إصابات الدماغ

الندبات التي تبقى في الدماغ بعد إصابات الدماغ

حمى شديدة جدا

السكتة الدماغية، وهي السبب الرئيسي للصرع لدى الأشخاص فوق سن 35 عامًا

أمراض الأوعية الدموية الدماغية الأخرى

نقص وصول الأكسجين للدماغ

أورام أو تكيسات المخ

الخرف أو مرض الزهايمر

تعاطي المخدرات أو شرب الخمر من قبل الحامل، أو إصابة ما قبل الولادة، أو تشوهات المخ الخلقية، أو نقص الأكسجين عند الولادة

الأمراض المعدية مثل الإيدز والتهاب السحايا

الاختلالات الوراثية الجينية

وكما ذكرنا سابقا فإن الوراثة تلعب دورا في بعض أنواع الصرع. وفي العموم، هناك فرصة بنسبة 1٪ لظهور الصرع قبل بلوغ 20 عامًا. إما إذا كان هناك أحد الوالدين مصاب بالصرع بالوراثة، فإن ذلك يزيد من خطر الإصابة من 2 إلى 5 في المائة.

قد يجعل الاستعداد الجيني والوراثي بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالنوبات حين تعرضهم لمثيرات لصرع.

ويمكن أن ينشأ الصرع في أي عمر. وعادة ما يحدث التشخيص في مرحلة الطفولة المبكرة أو بعد سن الستين.

كيف يتم تشخيص الصرع؟

إذا كنت تشك في أنك تعرضت لنوبة صرع، فزر طبيبك في أقرب وقت ممكن. فقد تكون النوبة من أعراض مشكلة طبية خطيرة في بعض الأحيان.

سوف يساعد تاريخك وأعراضك الطبية طبيبك في تحديد الاختبارات المناسبة. وقد يساعد الفحص العصبي باختبار قدراتك الحركية على التشخيص.

ولتشخيص الصرع، يجب استبعاد الحالات الأخرى التي تسبب النوبات. ومن المحتمل أن يطلب طبيبك بعض فحوصات الدم.

عند طلب فحوصات الدم فإن الطبيب يريد أن يختبر:

علامات الأمراض المعدية

وظائف الكبد والكلى

مستويات الجلوكوز في الدم

ويعد التخطيط الكهربائي للدماغ (EEG) الاختبار الأكثر شيوعًا في تشخيص الصرع. ويتم عمل التخطيط بعد توصيل

الحساسات بفروة الرأس بعد وضع عجينة جيل رطبة. لا يجب القلق فهو اختبار غير مزعج وغير مؤلم. قد يطلب منك أخصائي التخطيط تنفيذ عمل محدد أثناء التخطيط مثل أن يطلب منك أن تتنفس بشكل عميق وسريع. وفي بعض الحالات، يتم إجراء الاختبار أثناء النوم. في هذا الاختبار يتم تسجيل النشاط الكهربائي الذاتي للدماغ.

ويمكن أن تكشف اختبارات التصوير في أحيان نادرة وجود أورام أو تشوهات خلقية يمكن أن تكون سببا لحدوث النوبات. وقد تتضمن هذه الاختبارات:

الاشعة السينية المقطعية

أشعة الرنين المغناطيسي MRI

التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني (PET)

وعادة ما يتم تشخيص الصرع يدون العثور على سبب واضح في الفحوصات

كيف يتم علاج الصرع ؟

معظم الناس يمكنهم العيش مع الصرع والتعامل معه بسهولة. وتعتمد خطة العلاج عادة على شدة الأعراض ومدى الاستجابة للعلاج.

بعض خيارات العلاج تشمل:

الأدوية المضادة للصرع (مضادات الاختلاج ، antiseizure): هذه الأدوية يمكن أن تقلل من عدد النوبات أو تتحكم بها بالكامل وهذا هو عادة الهدف العلاجي المنشود. ولكي تكون فعالة، فيجب أن يتم الالتزام بأخذ الدواء بالضبط على النحو المنصوص عليه.

محفز العصب العاشر: يتم وضع هذا الجهاز جراحيًا تحت الجلد على الصدر ويحفز كهربائيا العصب العاشر والذي يسمى بالعصب الحائر. وهذا يمكن أن يساعد في منع أو تقليل النوبات.

النظام الغذائي الكيتوني أو نظام أتكين الغذائي: يستفيد أكثر من نصف الأشخاص الذين لا يستجيبون للأدوية من هذه الحمية المفتقرة للكربوهيدرات وعادة تفيد هذه الحمية الأطفال أكثر من الكبار.

جراحة الدماغ: تستهدف الجراحة إزالة المنطقة في الدماغ والتي تسبب الاختلال الكهربائي.

وهناك مجموعة أخرى من البدائل العلاجية التي لا زالت تحت الدراسة والتي نأمل أن تقدم تحسنا في التعامل مع التشنجات في المستقبل.

العيش مع الصرع: ما الذي يمكن توقعه

الصرع اضطراب مزمن يمكن أن يؤثر على أجزاء كثيرة في حياتك.

تختلف القوانين من بلد لآخر، ولكن إذا لم يتم التحكم في نوباتك بشكل جيد، فقد لا يُسمح لك بقيادة السيارة.

لأنك لا تعرف أبدًا متى تحدث النوبة، فإن العديد من الأنشطة اليومية مثل عبور شارع مزدحم أو السباحة مثلا، يمكن أن تصبح خطيرة وخاصة عند من تتكرر عليه النوبات بشكل كبير. هذه المشاكل يمكن أن تؤدي إلى فقدان الاستقلال الذاتي وتؤدي إلى اعتماد الشخص على الآخرين.

بعض المضاعفات الأخرى للصرع قد تشمل:

احتمالية حدوث تلف دائم أو احتمالية الوفاة بسبب النوبات الشديدة التي تدوم أكثر من خمس دقائق (الحالة الصرعية)

احتمالية حدوث نوبات متكررة دون استعادة الوعي فيما بين (الحالة الصرعية)

حالات الوفاة المفاجئة غير المبررة في الصرع، والتي تحدث في حالات نادرة جدا عند الأشخاص المصابين بالصرع

وبالإضافة إلى الزيارات الدورية للطبيب واتباع خطة العلاج الخاصة بك، إليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للتغلب على الصرع:

احتفظ بمفكرة الصرع للمساعدة في تحديد المثيرات المحتملة حتى يمكنك تجنبها.

ارتد سوارًا للتنبيه الطبي حتى يعرف الناس ما يجب فعله إذا أصبت بنوبة في مكان عام ولا تستطيع الكلام.

قم بتثقيف الأشخاص الأقرب إليك حول النوبات وما يجب القيام به في حالات الطوارئ.

اطلب مساعدة مهنية لأعراض الاكتئاب أو القلق.

الانضمام إلى مجموعة دعم للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصرع.

اعتن بصحتك من خلال تناول نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

د إسماعيل البابللي

استشاري المخ والأعصاب

العلامات:

آخر المقالات
الأرشيف
ابحث بواسطة الوسوم
تابعنا
  • قناة د إسماعيل البابللي على اليوتيوب
  • صفحة د إسماعيل البابللي على الفيسبوك
  • صفحة د إسماعيل البابللي على تويتر
  • صفحة د إسماعيل البابللي بانستاغرام

احجز

بالواتساب

00966501107180

يتم الرد فقط أثناء ساعات الدوام

اتصل بمركز

المواعيد

00966920020226

يتم الرد فقط أثناء ساعات الدوام

احجز موعدك

أونلاين

أسهل طريقة للحجز

عن طريق الموقع

bottom of page