top of page

الإنكار النفسي في التعامل مع التصلب اللويحي


في هذا المقال سأحكي لكم عن الإنكار النفسي في التعامل مع تشخيص التصلب اللويحي

مريضتي سارة ذات العشرين ربيعا والتي تم تشخيصها بالتصلب المتعدد حصل لها لأول مرة بعد التشخيص أنها أصيبت بصدمة كبرى وحصل لها خوف كبير مع إنكار كبير لمشكلتها. وهذا ما نسميه باللغة الإنجليزية الطبية denial.




تقول سارة بعد أن مر على تشخيصها ثلاث سنوات "كان ذلك كثيرا على نفسيتي أن تستوعب بعد الخبر الأول أن عليها أن تواجه مرضا مزمنا مدى الحياة". ولكنها تتذكر هذا الإنكار بعد مرور هذه السنين الثلاثة وكأنه أمر فائت من الذكريات القديمة.


سارة ليست وحدها. فإنكار المرض يعتبر تجربة شائعة للكثير ممن يصابون بمرض التصلب المتعدد. ونظرًا لصعوبة تصديق التشخيص أو فهمه، فقد يكون الإنكار هو الرد الفعل الأولي المتوقع عند الكثير من المصابين


دور الإنكار في الأمراض المزمنة

الإنكار هو صعوبة الاعتراف بواقع معين أيا كان هذا الواقع، والذي يكون غالبًا مؤلمًا أو مخيفًا. وعلى ما يبدو أن هذا السلوك جانب طبيعي من جوانب آليات التأقلم الأساسية وأنظمة الدفاع لدى الإنسان.


ولعل الدافع النفسي الكبير للإنكار أنه يمنحنا راحة مؤقتة في مواجهة الأمر الجديد والذي قد يكون مرهقًا لو واجهناه. يشبهه الإنكار إلى حد كبير وعاء الضغط. فنحن نغطي الضغط الموجود في الإناء حتى تظل المحتويات تحت السيطرة ويمكن التحكم فيها بشكل أكبر. وبدلاً من نزع الغطاء عن القدر فجأة، قد يكون من المفيد تنفيسه بالتدريج.


من المرجح أن يثير تشخيص مرض مزمن مثل مرض التصلب المتعدد الخوف ومشاعر فقدان السيطرة والحزن. فالجميع يحزنون على فقدان الصحة والاستقلالية والسيطرة على أجسادهم.


الإنكار عنصر أساسي في عملية الحزن وهو نوع من أنواع الهرب من الواقع ومحاولة تجنب التسليم بالتغيرات. :ما أن الخوف من الحاضر أو ​​المستقبل يمكن أن يكون قاسيا لدرجة فيعمل الإنكار كآلية للتكيف التدريجي مع المشكلة.


وغالبًا ما يحدث الإنكار عند التشخيص، ولكن يمكن أن يظهر في أي وقت طوال فترة المرض


حين يساعد الإنكار أو يضر

من المثير للدهشة أن الإنكار ليس بالضرورة أمرًا سيئًا دائما ويمكن أن يكون في الواقع آلية قوية للتكيف، فالحزن المؤقت يسمح لك باستيعاب المعلومات الصعبة بوتيرة لا تربكك. فقد يشبه إلى حد كبير إجازة قصيرة، تعطيك استراحة مؤقتة من واقع قد يكون مخيفًا ومقلقا.


فلا بأس أبدا من حصول فترات قصيرة من الهروب إذا لم يكن ذلك يعوق الحاجة الفورية للرعاية أو اتخاذ القرار. ويصبح الإنكار مشكلة فقط إذا كان يمنعك من المضي قدمًا أو يجعلك تتصرف بطريقة غير آمنة أو غير صحية.


وعندها يجب عليك أن لا تتسبب في أي ضرر لنفسك من خلال عدم إدراك أبعاد وحدود معينة يجب أن تتخذ أمامها إجراء حازما.


وحينما يختبئ البعض ويهربون مبتعدين عن أي شيء يذكرهم بأنهم يعانون من مرض فيتحول هذا الإنكار إلى إنكار متطرف قد يرافقه خوف كبير وعزلة تأخير مضر في اتخاذ القرار السليم أمام المشكلة.


وقد يكون الشخص أكثر عرضة لحصول الإنكار إذا كان يفتقر إلى دعم أو مساندة قوية. فمن المهم أن تكون لديك علاقات وثيقة وتواصل جيد مع الآخرين فهذا يساعدك بشكل كبير في سرعة التأقلم مع تأثير المرض عليك.


علامات قد تدل على أنك وقعت أسيرا في دوامة الإنكار

على الرغم من أن الإنكار يميل إلى التلاشي بمرور الوقت مع استيعاب الناس للظروف المتغيرة وقبولها، فإن بعض الناس يتعثرون وقد يحتاجون إلى المساعدة في المضي للأمام.


ولكن نظرًا لطبيعة الإنكار، فقد لا يكون من السهل دائمًا إدراك أنك تعان يمنه بالأصل. هناك عدة علامات تدل على وجود الإنكار لديك:


الرد بعصبية على الأخبار التي لا تريد سماعها

عدم مشاركة طريقة تفكيرك أو شعورك مع أي شخص

عدم الرغبة في الاستماع إلى أي وجهة نظر ما عدا وجهة نظرك

تجاهل النصائح الطبية السليمة


فإذا حصل وكنت تعاني من بعض هذه السلوكيات، فقد تستفيد من طلب المساعدة، سواء من خلال الانضمام إلى مجموعة دعم أو إيجاد معالج متخصص في علاج الأفراد المصابين بأمراض مزمنة.


الحاجة إلى الدعم العاطفي والقرب من الآخرين

يشعر الكثير من الناس بإحساس كبير بالراحة في رؤية الآخرين والتحدث إليهم مع مرض التصلب المتعدد. إن دعم العائلة والأصدقاء مهم وضروري لتعلم التعايش مع مرض التصلب المتعدد، كما أن التواجد مع آخرين يشاركونك نفس المشكلة والرؤية يمنحك إحساسًا بالقواسم المشتركة وهو أمر في غاية الأهمية.


والأشخاص الذين يعانون من الإنكار يحتاجون إلى الاستماع إليهم والتعاطف معهم. ويمكن أن يساعد التحدث مع الآخرين من خلال تنفيس المشاعر المجهدة. وحينما يتم رفض ردود أفعالك العاطفية بما في ذلك الخوف يمكن أن يدفعك ذلك إلى عمق الإنكار أو يحطم إنكارك مما يتركك بلا آليات تأقلم أخرى.

ننكر أولاً، وبعد ذلك نبدأ تدريجياً بعد أن تسمح حالتنا العقلية بالتأقلم والتعامل الجيد مع المشكلة.

المهم هو أن نحاول أن لا نبقى في دائرة الإنكار ولا نخرج منها أبدا

Comments


آخر المقالات
الأرشيف
ابحث بواسطة الوسوم
تابعنا
  • قناة د إسماعيل البابللي على اليوتيوب
  • صفحة د إسماعيل البابللي على الفيسبوك
  • صفحة د إسماعيل البابللي على تويتر
  • صفحة د إسماعيل البابللي بانستاغرام

احجز

بالواتساب

00966501107180

يتم الرد فقط أثناء ساعات الدوام

اتصل بمركز

المواعيد

00966920020226

يتم الرد فقط أثناء ساعات الدوام

احجز موعدك

أونلاين

أسهل طريقة للحجز

عن طريق الموقع

bottom of page