top of page

سين جيم الحضارة

سين جيم الحضارة




س: متى تستيقظ الأمة؟

ج: حين تستيقظ لصلاة الفجر


س: وهل تستيقظ أمريكا لصلاة الفجر؟

ج: لو استيقظت أمريكا لصلاتها وحافظت عليها لتراجعت لظلمات العصور الأوربية الوسطى.


س: ولكن الدين هو سبب تخلف أوربا وحين ثارت أوروبا على الكنيسة تقدمت وخرجت من ظلمات العصور الوسطى فما الفرق بين دين الإسلام ودين المسيحية. أليس كله دين؟

ج: دعني أحكي لك قصة مرت بي شخصيا تجيب لك على هذا السؤال.

سألتني ابنتي ندى حين كان عمرها 14 سنة: "بابا! ما هي الدولة العظمى التي كانت قبل أمريكا؟"

كان هذا السؤال صدمة نفسية لي.

فالإجابة كانت صادمة لي أكثر مما كانت صادمة لابنتي. لقد كانت الدولة الإسلامية هي الدولة العظمى سواء كانت منفردة أو ندا لند مع دولة أخرى طوال 1300 سنة حتى سقطت دولة الإسلام الواحدة وتمزقت لدويلات كثيرة قبل 100 سنة فقط حين ابتعدت عن دينها.

نحن جيل لم نعش عزة دولة الإسلام فلم نفهم ولم تستوعب عقولنا أنها كانت هي الدولة العظمى طوال 1300 سنة.




س: وماذا عن حقيقة قول كارل ماركس إن الدين هو أفيون الشعوب؟ ألا ينطبق على الإسلام؟

ج: أنا أتفق مع ماركس في تشبيهه الجدلي في أن الدين أفيون الشعوب ولكن تأثير هذا الأفيون يختلف من دين لدين؟


س: كيف يختلف؟ وهل يمكن أن يكون "أفيون" الدين الإسلامي جيدا بينما "أفيون" الدين المسيحي أو غيره سيئا؟

ج: بالتأكيد. دعني أقرب لك الصورة بحكم تخصصي الطبي في طب المخ والأعصاب. فهل تعرف ماذا يسبب الأفيون لمتعاطيه؟


س: يسبب الأفيون تسكينا وتخديرا للألم ويسبب سعادة ونشوة ويسبب انبعاثا ونشاطا شديدا. أليست هذه الأمور كافية لتجعل الشخص تحت سيطرة الدين ورجال الدين الكاملة؟

ج: هذا ما يفعله الأفيون بالضبط. يجعل الشخص لا يبالي بالألم ويشعر بسعادة غامرة وينشط بانبعاث قوي.

وتعال معي لنطبق هذه الصفات على نوعين من المتبعين للدين.

النوع الأول: ضع كل هذه الصفات في جندي يقوده قسيس نصراني يؤمن بأنواع الخرافات ويتعطش لسفك الدماء فستحصل على المذابح الجماعية لأشخاص بمئات الآلاف كما حصل في الحروب الصليبية في العصور الوسطى وكما حصل في مذابح البوسنة ومذابح العراق ومذابح أفريقيا الوسطى التي نعيشها حاليا. وستحصل على قمة التخلف التي مرت بها أوروبا في العصور الوسطى.

ومثل ذلك عند البوذيين في بورما ومثله عند الرافضة أدعياء الإسلام. وما دام الدين مشوها فكل متبع له سيكون أداة لنشر عقائده الشوهاء التي تبعده عن العقل وتبعده عن الحضارة.


س: وماذا عن الإسلام؟

ج: هذا هو النوع الثاني:

ضع صفات عدم المبالاة بالألم والسعادة وقوة النشاط في جندي مسلم لتحصل على مجد مثل مجد الإسلام في عهد عمر ابن الخطاب وهشام بن عبدالملك وعمر بن عبدالعزيز وهارون الرشيد وعبدالرحمن الداخل ومانسي موسى الأول وصلاح الدين الأيوبي ويوسف بن تاشفين ومحمد الفاتح وسليمان القانوني وأورانكزيب علمجير.

حين كان الناس يستيقظون لصلاة الفجر كانت دولة الإسلام هي الدولة العظمى لمدة 1300 سنة

وكانت مكتبة واحدة في الأندلس المسلمة تحوي مئات آلاف الكتب بينما لا تحوي كل أوروبا أكثر من مئة كتاب أو مئتين.

وكان المسلمون ينعمون بأفضل خدمات طبية في أرقى البيمارستانات بينما كانت أوروبا تحرق المصابين بالجذام وكانت تحرم الاستحمام بالماء عند الملوك قبل العامة.

وكان المسلمون يدرسون الرياضيات والفلك في جامعاتهم وفِي مدارسهم بينما كان الناس في أوروبا يخرجون مرعوبين يجأرون في الشوارع لأن الأرواح الشريرة اختطفت الشمس وقت الكسوف.

العرب ضعفوا وتخلفوا مرتين في تاريخهم

مرة قبل أن يأتيهم الإسلام

ومرة بعد أن تَرَكُوا الإسلام

وأوروبا وأمريكا والشعوب النصرانية تقدمت وصارت دولا عظمى مرة واحدة في تاريخها حينما تَرَكُوا دينهم النصراني.

Comentarios


آخر المقالات
الأرشيف
ابحث بواسطة الوسوم
تابعنا
  • قناة د إسماعيل البابللي على اليوتيوب
  • صفحة د إسماعيل البابللي على الفيسبوك
  • صفحة د إسماعيل البابللي على تويتر
  • صفحة د إسماعيل البابللي بانستاغرام

احجز

بالواتساب

00966501107180

يتم الرد فقط أثناء ساعات الدوام

اتصل بمركز

المواعيد

00966920020226

يتم الرد فقط أثناء ساعات الدوام

احجز موعدك

أونلاين

أسهل طريقة للحجز

عن طريق الموقع

bottom of page