ما هي النوبة الكاذبة في مرض التصلب المتعدد؟ كيف تعرف الفرق بين الهجمة الحقيقية والمزيفة؟

ما هي النوبة الكاذبة في مرض التصلب المتعدد؟

كيف تعرف الفرق بين الهجمة الحقيقية والمزيفة؟

هذا مقال مهم جدا يشرح كل شيء عن النوبة الكاذبة وعن أسبابها وعلاجها فأرجو نشره على أوسع نطاق

قد تشعر يومًا بأعراض مرض التصلب المتعدد فجأة أو بزيادة في حدتها. ربما شعرت بخدر ساقيك أو أن سحابة غامرة من التعب تلتف حولك، وتزور طبيبك قلقا من الأعراض فيطمئنك قائلا: إن هذه نوبة كاذبة.

رغم أنه من الطبيعي أن تشعر بالقلق، أو حتى الذعر، من احتمالية أنك تعاني من انتكاسة أو هجمة لمرض التصلب المتعدد، فإن هذا ليس بالضرورة أن يكون دائما حقيقيا. قد تكون تعاني من نوبة زائفة، أو انتكاس كاذب لمرض التصلب اللويحي.

في حين أن التمييز بين هجمة مرض التصلب المتعدد والهجمة الزائفة يمكن أن يكون صعبًا، إلا أنها خطوة أولى مهمة. وذلك لأن الانتكاسة الزائفة لا تتطلب علاجًا بالكورتيزون ولا تؤثر على مسار المرض طويل المدى للشخص المصاب.

التمييز بين الهجمة الحقيقية والزائفة

تحدث نوبة التصلب المتعدد، والتي نسميها أحيانا بالانتكاسة أو الهجمة، حين يعاني الشخص إما من أعراض مرض التصلب المتعدد أو من تفاقم الأعراض القديمة. فعلى سبيل المثال، قد يعاني الشخص من ضعف عضلي جديد في ساقيه أو تفاقم مشاكل التوازن.

وعلى العكس من ذلك، في حالة الهجمة الزائفة لمرض التصلب المتعدد، يعاني الشخص من زيادة مؤقتة في أعراضه. هذه الزيادة المؤقتة في الأعراض (مثل التعب أو الوخز في الذراعين والساقين) تكون عادة ناتجة عن نوع من المحفزات الخارجية مثل الحرارة أو الإجهاد. لا تشير الزيادة المؤقتة في الأعراض في حالة النوبة الكاذبة إلى وجود أي التهاب مرتبط بالتصلب المتعدد في الدماغ أو النخاع الشوكي، على الرغم من من حصول شعور حقيقي عند الشخص المصاب.

وبمعنى آخر، لا يوجد أي تلف أو التهاب حصل لمادة الميالين، لذا فإن التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لن يكشف عن بقعة بيضاء جديدة (آفة مرض التصلب المتعدد)، كما قد يحدث مع نوبة مرض التصلب المتعدد الحقيقية.

وهناك عامل آخر يميز بين نوبة مرض التصلب المتعدد الحقيقية والزائفة وهو مدة الأعراض. فينما تستمر النوبة الحقيقية لمرض التصلب المتعدد لمدة 24 ساعة على الأقل ويفصل بين كل نوبة وأخرى 30 يومًا على الأقل نجد أنه من ناحية أخرى، عادة ما تستمر الهجمة الزائفة أقل من 24 ساعة. هذا لأنه بمجرد إزالة المحفز الخارجي، تختفي الأعراض. على سبيل المثال، حصول أعراض بعد التعرض لأشعة الشمس الحارة

هناك أربع سمات للتفاقم الزائف

عدم وجود أي ضرر جديد للتصلب المتعدد

ناتج عن عامل خارجي

الأعراض قابلة للعكس بسرعة

تدوم أقل من 24 ساعة

محفزات النوبات الزائفة

هناك العديد من العوامل المحتملة التي قد تؤدي إلى حصول نوبات كاذبة لمرض التصلب المتعدد. وقد يساعدك التعرف على هذه المحفزات في منع حصول النوبات الزائفة في المستقبل بأفضل ما يمكنك عن طريق تجنب هذه المحفزات.

العدوى:

تعتبر العدوى، وأهمها عدوى المسالك البولية، سببا متكررا لحصول النوبات الكاذبة.

نظرًا لأن العديد من الأشخاص المصابين بمرض التصلب المتعدد يعانون من مشاكل في المثانة، مثل انخفاض الإحساس بالمثانة، فقد لا يعانون من الأعراض التقليدية الواضحة لالتهاب المسالك البولية (مثل الحرقان مع التبول أو إلحاح التبول).

وهذا هو السبب في أنه في حالة حدوث نوبة زائفة مع محفز غير معروف، فإن العديد من أطباء الأعصاب سيطلبون تحليلا للبول. بالإضافة إلى تحليل البول، قد يطلب طبيبك تعداد دم كامل للبحث عن زيادة في خلايا الدم البيضاء. وعادة يكون علاج العدوى بمضاد حيوي أمرا حاسما في القضاء على أعراض النوبة الكاذبة.

الزيادة في درجة حرارة الجسم الداخلية

قد يؤدي أي شيء يرفع درجة حرارة جسمك، كالاستحمام بماء ساخن أو الإصابة بالحمى أو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة أو التواجد بالخارج في الحرارة، إلى حصول نوبة زائفة.

والحقيقة أن مجرد زيادة درجة حرارة الجسم الداخلية بمقدار أقل من ربع درجة مئوية فقط (نصف فهرنهايت) يعد كافيا لإحداث زيادة في أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد.

والخبر السار هو أنه بمجرد أن يبرد الجسم، تختفي أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد.

ونظرًا لحقيقة أن هذا "المحفز الحراري" شائع جدًا لدى الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد (حتى أن له اسمه الخاص ، والذي يُطلق عليه ظاهرة أوثهوف Uhthoff) ، فإن مقدمي الرعاية الصحية لمرض التصلب المتعدد كثيرًا ما يذكرون مرضاهم بعمل استراتيجيات وقائية للتبريد ، مثل:

شرب الماء البارد طوال اليوم وخاصة في أشهر الصيف الحارة

ارتداء قبعة ذات حواف ونظارات شمسية وملابس خفيفة تسمح بمرور الهواء في الطقس المشمس

غمس القدمين واليدين في ماء بارد إذا شعرت بارتفاع في درجة الحرارة

ارتداء طوق أو سترة عنق تبريد أو استخدام مروحة جيب عند ممارسة الرياضة أو الخروج في الشمس

وأخيرًا، إذا كنت تعاني من حمى، فتحدث مع طبيبك حول تناول دواء خافض للحرارة، مثل البنادول أو الفيفادول. وبالطبع، من المهم أيضًا علاج المرض الأساسي.

التوتر والضغط النفسي

في حين أنه من الصعب قياسه، يمكن أن يؤدي التوتر والضغط النفسي إلى زيادة أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد. ونظرًا لأن التوتر قد يكون مرتبطًا بالاكتئاب أو القلق، فقد يقترح طبيبك مزيجًا من العلاج بالجلسات السلوكية أو مع يصف لك دواء مضادا للاكتئاب أو مضادا للقلق.

وتشمل استراتيجيات تخفيف التوتر الأخرى الانهماك في الأمور التي تعطي علاجات نفسية سلوكية وجسدية اتية مثل التأمل الذهني والتدريب على الاسترخاء والخشوع في الصلاة. كما أن الاحتفاظ بدفتر يوميات، وليس المبالغة في الجدولة، والتمارين اليومية يمكن أن تصنع العجائب لمستويات التوتر لديك.

وبهذا الشأن، ننصح مريض التصلب اللويحي دائما بالتواصل مع طبيبه النفسي وعدم التواني في ذلك.

الإجهاد

يعتبر الإجهاد عرضا شائعا جدًا في مرض التصلب المتعدد، وهو ينجم عن المرض نفسه، بالإضافة إلى عوامل أخرى مرتبطة بالإصابة بمرض التصلب المتعدد. فعلى سبيل المثال، قد تؤدي بعض الأدوية التي تهدف إلى تخفيف أعراض مرض التصلب المتعدد، مثل الدوار أو مشاكل المثانة أو التشنج، إلى تفاقم الإجهاد، والذي يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى هجمات زائفة.

وسبق أن كتبت عن الإجهاد والتصلب اللويحي فأرجو مراجعته

وبالمثل، فقد ينجم الإجهاد في مرض التصلب المتعدد عن عادات النوم السيئة، خاصةً إذا كنت تستيقظ عدة مرات أثناء الليل لاستخدام الحمام أو لتخفيف تقلصات الساقين.

وغالبًا ما تستلزم مكافحة الإجهاد لدى مرضى التصلب المتعدد لاتباع نهج متعدد الأوجه بما في ذلك التمارين الهوائية (الكارديو)، والنوم الكافي، والحفاظ على الطاقة، وأحيانًا تناول الأدوية المنشطة، مثل بروفيجيل (مودافينيل) أو سيميتريل (أمانتادين). وقد يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا أيضًا.

وأرجو مراجعة كلامي المفصل عن علاج الإجهاد في التصلب اللويحي في وقت سابق

التغييرات الهرمونية

قد تؤدي التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث أثناء الدورة الشهرية وبعد انقطاع الطمث، إلى حصول هجمات زائفة. فإذا وجدت أن أعراض مرض التصلب المتعدد لديك تتفاقم باستمرار خلال الدورة الشهرية، أو تحدث مع اقترابك من سن انقطاع الدورة، فمن المنطقي التحدث مع طبيبك بك حول خيارات العلاج المختلفة.