موت الخلية العصبية

هذا المقال هو المقال الختامي لسلسلة الحديث عن الخلية العصبية والذي سأتحدث فيه عن موت الخلية العصبية

لا تنس قراءة المقالات السابقة له حتى تتمكن من فهم هذا المقال بشكل أفضل

توكلنا على الله..

على الرغم من أن الخلايا العصبية هي أطول الخلايا في الجسم عمرا، إلا أن أعدادًا كبيرة منها تموت أثناء الهجرة migration والتمايز differentiation.

ويمكن أن تأخذ حياة بعض الخلايا العصبية منعطفات غير طبيعية. وتحدث بعض أمراض الدماغ نتيجة الموت غير الطبيعي للخلايا العصبية.

ففي مرض باركنسون مثلا، تموت الخلايا العصبية التي تنتج الناقل العصبي الدوبامين في العقد القاعدية basal ganglia، وهي منطقة من الدماغ تتحكم في حركات الجسم. وهذا يسبب صعوبة في بدء الحركة.

وفي مرض هنتنغتون Huntington’s disease ، تتسبب طفرة جينية في زيادة إنتاج ناقل عصبي يسمى الغلوتامات glutamate ، والذي يقتل خلايا عصبية أخرى في العقد القاعدية. ونتيجة لذلك، تحصل أعراض المرض على شكل تلوي وحركات لا إرادية لا يمكن التحكم بها.

وفي مرض الزهايمر، تتراكم بروتينات غير معتادة في الخلايا العصبية وحولها في القشرة المخية الحديثة neocortex والحصين hippocampus ، وهي أجزاء من الدماغ تتحكم في الذاكرة. وعندما تموت هذه الخلايا العصبية، يفقد الناس قدرتهم على التذكر وقدرتهم على أداء المهام اليومية. ويمكن للضرر الجسدي الذي يصيب الدماغ وأجزاء أخرى من الجهاز العصبي المركزي أن يقتل أو يعطل الخلايا العصبية.

أما في الضربات على الدماغ، أو الضرر الناجم عن السكتة الدماغية، فيمكن أن تقتل الخلايا العصبية مباشرة أو يتم تجويعها ببطء من الأكسجين والمواد المغذية التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة.

ويمكن أن تؤدي إصابة الحبل الشوكي إلى تعطيل الاتصال بين الدماغ والعضلات عندما تفقد الخلايا العصبية اتصالها بالمحاور الموجودة أسفل موقع الإصابة. وقد تظل هذه الخلايا العصبية حية، لكنها تفقد قدرتها على التواصل.