هجرة الخلية العصبية بعد ولادتها

هل تتذكرون المقال الذي تحدثت فيه عن ولادة الخلايا_العصبية

من لم يقرأه فأنصحه بالرجوع إليه قبل قراءة هذا المقال لأن هذا متعلق بذاك.

في هذا المقال سأتحدث عن هجرة الخلية العصبية بعد ولادتها

فهيا بنا..

بمجرد أن تولد أي خلية عصبية، عليها أن تنتقل إلى مكان في الدماغ حيث ستقوم هناك بعملها.

كيف تعرف الخلية العصبية إلى أين تذهب؟ وما الذي يساعدها للوصول إلى هناك؟

لاحظ العلماء أن الخلايا العصبية تستخدم طريقتين مختلفتين على الأقل للسفر:

تهاجر بعض الخلايا العصبية باتباع ألياف طويلة من الخلايا تسمى بالخلايا الدبقية الشعاعية radial glia. تمتد هذه الألياف من الطبقات الداخلية إلى الطبقات الخارجية للدماغ. وتنزلق الخلايا العصبية على طول الألياف حتى تصل إلى وجهتها.

هذه هي الطريقة الأولى لانتقالها من مكان ولادتها إلى مكان أداء عملها.

وتنتقل الخلايا العصبية أيضًا باستخدام الإشارات الكيميائية.

فقد وجد العلماء جزيئات خاصة على سطح الخلايا العصبية تسمى جزيئات الالتصاق adhesion molecules ترتبط بجزيئات مماثلة على الخلايا الدبقية glial القريبة أو محاور الأعصاب nerve axons. وتوجه هذه الإشارات الكيميائية الخلية العصبية إلى موقعها النهائي. ولا تنجح كل الخلايا العصبية في رحلتها. فيعتقد العلماء أن ثلثها فقط يصل إلى وجهته.

بينما تموت بعض الخلايا أثناء عملية تطور وانتقال الخلايا العصبية.

في بعض الحالات تنجو بعض الخلايا العصبية في الرحلة، لكن ينتهي بها الأمر حيث لا ينبغي أن تكون.

الطفرات في الجينات التي تتحكم في الهجرة تخلق مناطق من الخلايا العصبية في غير محلها أو التي تكونت بشكل غريب والتي يمكن أن تسبب اضطرابات مثل صرع الطفولة epilepsy.

ويشك بعض الباحثين في أن الفصام schizophrenia واضطراب التعلم والذي يسمى عسر القراءة dyslexia ناتجان جزئيًا عن الخلايا العصبية الضالة.